مراجعة فيلم Old.. من المهد إلى اللحد في يوم واحد على شاطئ غريب
المخرج إم. نايت شيامالان المعروف بأفلامه السينمائية الغريبة والخارجة عن المألوف مثل The Sixth Sense و Signs و The Happening والعديد من الأعمال التي تترك بصمتها الغامضة على المُشاهد، يأتي هذه السنة بتحدي آخر أكثر غموضاً وغرابةً من أعماله السابقة.
فيلم Old أو عجوز يسرح فيه المخرج إم. نايت شيامالان بمخيلته إلى مستوى آخر يجعل من الفرجة السينمائية مشوقة ومثيرة، حيث فقط من خلال مشهادتك للمقدمة الرسمية ستعلم أنك أمام رحلة سينمائية لا مثيل لها. لكن هل استطاع فعلاً فيلم Old أن يقدم هذه الرحلة بمستوى من التشويق والغموض والإثارة لتشبع تلك الرغبة التي أشعلتها فينا المقدمة الرسمية؟ لنتعرف..
حول ماذا تدور قصة فيلم Old
تدور أحداث الفيلم، الذي يدور في إطار من الرعب النفسي والتشويق، حول مجموعة من المصطافين يذهبون إلى شاطئ يبدو جميل ورائع ظاهرياً لكن سرعان ما يكتشفون جثة هامدة لشخص مجهول ويستوعبون أن هناك شيء غير طبيعي يحدث في هذا الشاطئ، حيث يشيخون بسرعة كبيرة جداً، لدرجة يصبح فيها الأمر مسألة وقت حتى يقضوا أعمارهم هناك بسرعة البرق خلال يوم واحد فقط.
القصة كفكرة عامة تعتبر مثيرة للاهتمام ومشوقة في الوقت ذاته حيث تجعلك ترغب فعلاً في مشاهدة الفيلم خصوصاً إذا شاهدت المقدمة الرسمية، فهي في جوهرها فكرة غامضة وغريبة تجعلك تطرح مجموعة من الأسئلة حتى قبل المُشاهدة، فمثلاً أول شيء قد تستغرب حوله هو السبب الذي يجعلهم يشيخون بسرعة كبيرة خلال يوم واحد؟
وهذا السؤال ستحصل على إجابته عند نهاية الفيلم، رغم أن هذه النهاية قد تأتي صادمة بالنسبة للبعض، وقد تأتي غير مقنعة للبعض الآخر باعتبارها غير متوازنة مع باقي أحداث الفيلم، أو قد تكون في محلها بالنسبة لفئة آخرى من المُشاهدين.
كيف تم التعامل مع شيخوخة الشخصيات خلال يوم واحد
© 2021 Universal Pictures |
سؤال جيد قد ترطحه قبل مشاهدة الفيلم أو أثناء المُشاهدة، لكن ما يجب أن تعرفه هو أن هناك شخصيات تم تقديمها بطريقة مثالية على طول نموها ثم شيخوختها، حتى أن هناك مشاهد تتعلق بالإنجاب ستصدمك لكنها كانت مذهلة ومثيرة. لكن هناك شخصيات أخرى قد يبدو لك أنه في مرحلة معينة من الأحداث أنه لم يطرأ عليها أي تغيير في حين أن شخصيات أخرى تشيخ بسرعة، وهنا قد يحصل بعض الغموض مع بعض المُشاهدين، لكن ركز جيداً مع الأحداث وستفهم تماماً ما يحدث خصوصاً وأن هذا الفيلم يعتبر من الأفلام التي تستوجب مشاهدة كل لقطة منه.
شاهد الفيلم قبل أن يتم حرق أحداثه
© 2021 Universal Pictures |
أفلام المخرج إم. نايت شيامالان تعتبر من نوعية الأفلام التي يسهل حرق أحداثها بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال صديق ما... وبالتالي إذا أعجبك الفيلم فمن الأحسن تشاهده قبل أن تُحرق عليك أحداثه لأنه يتضمن على مشاهد وأفكار يسهل كشفها، وبالتالي قد تكره الفيلم لأنك لم تعشها وتشاهدها لوحدك للمرة الأولى. فحتى جوهر الفكرة العامة يفقد بريقه بعد أول مُشاهدة لكنه يعتبر من الأفلام التي سترغب في مشاهدتها أكثر من مرة، لماذا؟
الفيلم ينجح في جذب اهتمامك بسرعة دون إطالة
أولاً ستحتاج لأن تتمعن في مشاهده وخيوط أحداثه جيداً لتفهم جيداً، ثانياً الأجواء والمكان الذي تجري فيه الأحداث تجذب المُشاهد ولا تترك ذلك الطابع السلبي والسيء على نفسيته، حتى أن مدته ليست بالطويلة التي قد تجعلك تمل منه. فمنذ البداية يلقي لك المخرج بعض الأمور التي تجذب انتباهك للاستمرار في المُشاهدة، ثم يتمكن من بعد في الغوص في جوهر الأحداث بسرعة دون إطالة، ليجعلك وأنت تُشاهد محاولاً معرفة ما الذي يجعلهم يشيخون بسرعة؟ ومن قد يكون وراء كل ذلك؟ وهل فعلاً هناك أشخاص وراء ذلك؟ أم أنه فقط المكان الذي يتواجدون فيه هو الذي يسبب لهم ذلك؟
الفيلم يحتوي على بعض المشاهد الصادمة
© 2021 Universal Pictures |
لا أتكلم هنا عن المشاهد الدموية أو مشاهد القتل... إذا شاهدت العرض الدعائي للفيلم ستعرف مسبقاً أن هناك فتاة ستحمل بطفل أثناء تواجدهم في ذلك الشاطئ، ولك أن تتخيل كيف سيكون الوضع عند الربط بين فكرة الفيلم التي تدور حول شيخوختهم بسرعة كبيرة خلال يوم واحد! والسرعة التي سينمو فيها الجنين! وكيف سيكون الوضع عندما يزداد هذا الأخير!
هذا فقط جزء من الأمور الغريبة التي ستحدث على طول القصة التي هي أصلاً أكثر غرابة، وهذا الأمر بالضبط الذي يلعب عليه الفيلم ليجذب المُشاهد. أمور نعرف كيف تجري في الحياة الطبيعية، لكن عندما تتعلق بأشخاص يكبرون بسرعة غير اعتيادية، هنا سترغب فعلاً في اكتشاف الأحداث وستزداد رغبتك لمشاهدة الفيلم.
ختام
في الأخير، الفيلم يستحق المُشاهدة بكل تأكيد، فهذا النوع من الأفلام يخرج عن نمط القصص المستهلكة في السينما ويُبحر بك في خيال واسع وواقع مغاير يزيد من حماسة المُشاهدة ويجعلها فريدة من نوعها. ورغم أن الفيلم هو في الأصل مبني على رواية باسم Sandcastle (أو قلعة الرمل) للكاتب بيير أوسكار ليفي والتي تتشارك معه تقريباً نفس الفكرة، إلا أنه يبقى فيلم فريد من نوعه وواحد من أروع التجارب السينمائية التي ستشاهدها بين أفضل الأعمال السينمائية التي صدرت في سنة 2021.
أنظر أيضاً: أعظم 10 أفلام من الألفية الجديدة يجب على كل عاشق للسينما أن يكون قد شاهدها
شكرا لك على مراجعة هذا الفلم الشيق