مراجعة فيلم The Conjuring: The Devil Made Me Do It.. رغم أنه ليس أفضل من الأجزاء السابقة أجواء الرعب قادرة على إخافتك
تميزت أفلام الرعب الشهيرة The Conjuring وبالتحديد الجزء الأول والثاني بطابع مرعب استطاعت أن تنتزع لها مكاناً عند المُشاهدين خصوصاً عندما كان وراءها المخرج جيمس وان، لكن في هذا الجزء الثالث غادر جيمس وان الفيلم فغادر معه ذلك الأسلوب المخيف والمرعب الذي عهدناه معه في الجزئين الأول والثاني، لكن هذا لا يعني أن هذا الجزء الثالث لن ينجح في إخافتك!
أولاً، قصة فيلم The Conjuring: The Devil Made Me Do It
تدور قصة "الشعودة: الشيطان دفعني لأقوم بذلك" حول سعي محامية دفاع من أجل براءة شاب من الإعدام بناءً على ادعاءات هذا الأخير التي يقول فيها أنه كان يسكنه شيطان دفعه لارتكاب جريمة قتل، حيث سيقود الأحداث المحققان المتمرسان وصاحبا التجربة في الظواهر الخارقة للطبيعة إيد وزوجته لورين من أجل إثبات أن هناك فعلاً مس شيطان وراء جريمة القتل، لكنهم للأسف سيتخطون حدوداً محرم على البشر تخطيها قد تؤدي بهم إلى الهلاك.
هل الفيلم قادر على إخافتي؟
© 2021 Warner Bros. Pictures |
أي فيلم رعب قادر على إخافتك بشرط أن تحترم شروط مشاهدة أفلام الرعب، مثلاً أن تشاهده عندما يحل الظلام ويعم الهدوء عند حوالي منتصف الليل، أن تشاهده لوحدك... بطبيعة الحال لن يخيفك أي فيلم رعب إذا شاهدته نهاراً أو في وسط أجواءٍ مليئة بالضجيج أو شاهدته مع عدد كبير من الأشخاص.
تتميز أحداث فيلم The Conjuring: The Devil Made Me Do It بثلاث مراحل تختلف فيها شدة الرعب، في البداية يمكن القول أن الفيلم يحاول أن يخلق جواً مرعباً قد يؤثر فيك، في منتصف الأحداث يستطيع الفيلم إلقاء تعويذته عليك التي قد تنطلي عليك وهنا تصبح الأجواء مرعبة فعلاً لدرجة كبيرة، لكن في الجزء الأخير من الأحداث تصبح القصة عبارة عن رحلة مليئة بالتشويق والإثارة لكن شدة الرعب فيها قليلة، حيث يفقد فيها صفة فيلم رعب.
وهذا راجع إلى أن المخرج جيمس وان، الذي أنجح الجزئين الأولين وأصبحا يُعتبران من أقوى أفلام الرعب على الإطلاق لم يكن حاضراً في هذا الفيلم، وبالتالي كان الأمر بديهياً أن هذا الجزء سيكون أقل إخافةً من الفيلمين السابقين. مخرجه مايكل تشافيس لم يستطع الحفاظ على توتر الرعب على طول الفيلم، حيث أن نفس الشيء قام به في فيلمه الآخر The Curse of la Llorona من سنة 2019.
إبداع من أبطال الفيلم كالعادة
© 2021 Warner Bros. Pictures |
يعود الممثل باتريك ويلسون والممثلة فيرا فارميغا في هذا الجزء مرة أخرى في دوري المحققان المتمرسان في الظواهر الخارقة للطبيعة إيد وزوجته لورين، حيث يقدمان أداءً مذهلاً يستطيعان من خلاله إقناعك أن ما تشاهده يتخطى التمثيل والدراما، رغم أن قصة الفيلم كما يُقال فهي مبنية على أحداث واقعية وقعت بالفعل في الولايات المتحدة الأمريكية حيث سعت فيها محامية دفاع من أجل براءة شاب من الإعدام بناءً على ادعاءات هذا الأخير التي يقول فيها أنه كان يسكنه شيطان دفعه لارتكاب جريمة قتل.
تميز أداء الممثلة فيرا فارميغا في شخصية الزوجة لورين في هذا الجزء بنوع من التطور في شخصيتها، حيث أصبح لها في هذا الفيلم قدرات خارقة للطبيعة تمكنها من رؤية أمور لا يراها الإنسان العادي، هذا الأمر بدأَتْه في الأجزاء السابقة لكن هنا يبدو أنها أصبحت مثل المشعودة تستطيع التأثير بقدراتها وترى أموراً كثيرة، وهذا قد يجعل البعض يظن أن الفيلم بدأ ينجرف عن مساره وأصبح يُبالغ في قصته والواقعية التي عهدناها في الأجزاء السابقة، أو قد يعتبره البعض عاملاً درامياً عادياً من أجل إضفاء نوع من التشويق والإثارة للأحداث.
شاهد أنت الفيلم بنفسك وأحكم خصوصاً إذا كنت متابعاً للأجزاء السابقة، وكنت أيضاً قد شاهدت الأفلام الأخرى التي تدخل في نفس العالم السينمائي الذي ينتمي إليه هذا الفيلم، مثل أفلام Annabelle و The Nun.
هل يستحق الفيلم المُشاهدة؟
بكل تأكيد يستحق أن تشاهده إن كنت من متابعي هذا العالم السينمائي المرعب، أو حتى كنت مشاهد عابر لأول مرة يكتشف الفيلم، خصوصا وأنه لا يحتاج منك أن تشاهد الأجزاء السابقة لتشاهده، فليس هناك أي ترابط تسلسلي بينها. الفيلم يتميز بأداء في المستوى، تصوير سينمائي جيد، قصة مشوقة ومثيرة ليست مرعبة بأكملها لكنها قد تزعزع فيك شيئاً وتخيفك إذا لم تكن من متابعي أفلام الرعب.
إذا كنت ستشاهد الفيلم استعد لتلك القفزات القطعية الممزوجة بالموسيقى المفاجئة التي تجعلك تقفز من مكانك، حيث تعتبر أسلوب إخراج متجاوز نوعا ما ولا يحبه أغلب رواد السينما، فالرعب ليس هو أن تفاجئني خلصة بمشهد صادم بصوت مرتفع، وإنما الرعب يتم بناء حبكته في الأحداث. غير ذلك فالفيلم يستحق المُشاهدة، وهو من ضمن قائمة أفضل الأفلام التي صدرت في سنة 2021، تعرف عليها:
أنظر أيضاً: أكشن تشويق دراما خيال علمي.. هذه هي أفضل أفلام سنة 2021 من مختلف الفئات السينمائية