يبدو أن البوصلة السينمائية ستتجه نحو إسبانيا هذه المرة مع فيلم The Platform الإسباني الذي قدم لنا قصة أقل ما يمكن القول عنها أنها أغرب من الخيال. فيلم The Platform (أو El hoyo بالإسبانية) قدم لنا وجبة سينمائية إبداعية على جميع المستويات؛ بدايةً من القصة التي يصعب فهمها والتي سنتطرق لشرحها لاحقاً، يليها أدء الممثلين الرائع، ثم المكان الذي تجري فيه الأحداث والذي يتميز بطابع الأفلام التي تجري في أماكن محدودة أو مغلقة لكنها تتميز بإبداع فاق التوقعات.
Advertisements
قصة فيلم The Platform !
لنبدأ بقصة الفيلم التي تدور في سجن عمودي يحتوي في كل طابق على زنزانة، كل زنزانة بشخصين فقط، ووجبة واحدة كبيرة لمدة دقيقتين في اليوم لإطعام كل زنزانة تنازليا من الأعلى إلى أسفل زنزانة عالقين في ذعر بلانهاية داخل هذا السجن الغريب.
بصفة عامة، ما يحاول قوله صناع الفيلم بهذه القصة هو أن ذلك السجن هو عبارة عن محاكاة للطبقات الاجتماعية، حيث أنه عندما تكون في طبقة اجتماعية غنية فأنت تنسى هموم الطبقة الاجتماعية الفقيرة ولا يهمك سوى أنك تعيش حياة سعيدة.
ثم أيضا عندما تكون في طبقة اجتماعية فقيرة فأنت دائما ما تلقي اللوم على الطبقة الاجتماعية الغنية الأعلى منك بسبب حياتك البئيسة التي تعيشها. وهذا بالضبط ما نلاحظه في الفيلم، حيث أن كل سجناء زنزانة يأكلون بدون أي اهتمام لأن يتركوا شيئاً من الطعام للزنزانة التي هي أسفل منهم، حتى أنهم في بعض الأحيان يقومون بالتخلص من غائطهم على الذين هم أسفلهم.
تم تأويل شيء مثير للاهتمام في الفيلم يتمثل في أن الأغنياء رغم ثرواتهم وأموالهم وكل زينة الحياة التي يراها الآخرون يستمتعون بها، فهم لا يعيشون دائما حياة سعيدة. دائما ما نسمع أن شخص شهير أو غني يعيش الكآبة.. وفي نهاية المطاف تجده أقدم على الانتحار! هذا الشيء رأيناه في الفيلم عندما قفز العديد من السجناء الذين في الأعلى وانتحروا رغم أنهم يوجدون في زنزانات عُليا يتميزون بكونهم الأوائل الذين يأكلون من طبق الطعام اليومي.
دائما ما كانت الرأسمالية والشيوعية عملتين متضادتين على مر تاريخهما، إلا أنه لاحظنا كيف أن الفيلم أظهرهما لنا في جل أحداثه. تجلت الرأسمالية بصفة عامة في ذلك النظام السجني الذي يقرر كمية الطعام التي تنزل إلى السجناء، ثم أن سجناء كل طبقة يأكلون حسب هواهم دون الاهتمام بترك شيء من الطعام للذين هم أسفلهم.
أما الشيوعية فتجلت في الأحداث عندما ظنت شخصية "إيموغيري" أنه بإمكانها إقناع السجناء بأكل كمية معقولة من الطعام لكي يبقى منه شيء لباقي سجناء الزنزانات الذين في الأسفل، والذي حسب النظام الرأسمالي الذي كان في الأول لا يبقى شيء من الطعام نهائيا للسجناء أصحاب الزنزانات الأخيرة، والذين يظطرون لأكل بعضهم البعض من أجل البقاء.
لا يمكن الجزم أن قصة الفيلم يمكن تفسيرها بتأويل واحد، بل هناك العديد من الرسائل الضمنية التي قد تتناقد في تفسيرها مع تأويلات أخرى، فمثلا هناك من فسر قصة الفيلم من المنظور الديني وقال على أن إدارة ذلك السجن التي تُرسل طبق الطعام الضخم بتلك الطريقة هي عبارة عن إله، حيث حسب صناع الفيلم يُرسل الإله الطعام لمخلوقاته التي هي السجناء.
وما يجعل هذه النظرية مثيرة للاهتمام هو أن هذه النظرية تستحق التمعن فيها. إذا أخدنا الزنزانة رقم 333 التي توجد في القاع، ونحن نعلم أن كل زنزانة تضم فقط اثنين من السجناء، إذا وكأنك تقوم بمضاعفة الرقم 333 مرتين، وبالتالي تحصل على الرقم 666 وهذا الرقم كما يعلم الجميع فهو يمثل الشيطان حسب ما يؤمن به عبدة الشياطين.
لكن هذه النظرية تبدأ في الانهيار عندما نرى أن هذه الزنزانة رقم 333 تضم أيضاً تلك الطفلة التي اكتشفناها في نهاية الفيلم، وبالتالي فذلك الرقم سيتضاعف بثلاث مرات.
الأمر يزداد غرابة عندما فسر البعض، دائما من المفهوم الديني، أن تلك الطفلة تُمثل المسيح عيسى عندما صعدت في نهاية الفيلم إلى الأعلى على تلك المنصة (The Platform) التي تجلب الطعام. صعود الطفلة على تلك المنصة تم تأويله مثلما رٌفِع المسيح عيسى إلى الله في القصة الشهيرة التي يعرفها الجميع.
فإدارة السجن تُمثل الإله، وعندما صعدت تلك الفتاة إلى الأعلى فهي صعدت إلى الجنة، وأما بطل الفيلم "جورينج" الذي بقي في القاع المظلم فقد ذهب إلى جهنم...
في النهاية.. الفيلم يمكن تفسيره بالعديد من التأويلات، لذلك تركه مخرجوا الفيلم مفتوحاً بدون إعطاء الكثير من الشروحات أو توضيح العديد من تفاصيله المبهمة التي قد تظهر في العديد من المرات متناقضة.
رغم كل ذلك، الفيلم يستحق المشاهدة!
إذا كنت تبحث عن فيلم يخرج بك عن المألوف والمعتاد في الوسط السينمائي فهذا الفيلم سيسافر بك بعيداً عن كثرة الأفلام التي أصبحت مملة جداً بسبب قصصها المملة والمتشابهة. أما إذا كنت تبحث عن تفسير مقنع لما يحتويه من رسائل وأمور غامضة، فربما ستبقى تائهاً بلا جواب إلى أن تصل لدرجة ستحكم على الفيلم بأنه تافه وصناعه يهلوسون... ولربما قد تكون على حق!
كيف يتضاعف الرقم 3 مرات ؟ هنالك في كل طبقة اثنين .. والمرأة التي كانت تتنقل بين الطبقات تلك كانت امها العدد 666 وأظن انها كانت تعيش معها في نفس الطبقة .. لا أدري كيف حسبت 999 ....
أفلام ومسلسلات ذات صلة
أفلام الإثارة,أفلام التشويق,أفلام الخيال العلمي,أفلام الغموض,شرح وتفسير
كيف يتضاعف الرقم 3 مرات ؟
هنالك في كل طبقة اثنين .. والمرأة التي كانت تتنقل بين الطبقات تلك كانت امها
العدد 666 وأظن انها كانت تعيش معها في نفس الطبقة .. لا أدري كيف حسبت 999 ....