|
© Marvel Studios/Walt Disney Pictures. All Rights Reserved. |
يمثل عالم مارفل السينمائي
Marvel Cinematic Universe أطول السلاسل السينمائية المتصلة وأكثرها تشعباً في تاريخ السينما، حيث أن هذا العالم الذي انطلق في سنة 2008 بفيلم Iron Man صار يضم -حتى الآن- 23 فيلماً جميعهم نجحوا على المستوى التجاري وأغلبهم حقق نجاحاً كبيراً على المستوى النقدي، ويكمن سر نجاح الـ MCU في قدرته الفائقة والدائمة على التجدد حتى صار العالم السينمائي الأكثر اتساعاً على الإطلاق.
يتم تقسيم أفلام عالم مارفل السابقة إلى ثلاثة مراحل رئيسية تعرف مُجتمعة باسم "Infinity Saga" وقد انتهت تلك المجموعة في عام 2019 بفيلم Spider-Man: Far From Home، لكن العالم السينمائي نفسه لم ينته بل أنه -على العكس- آخذ في التمدد والاتساع، خاصة أن شركة "ديزني" التي استحوذت عليه مؤخراً تسعى إلى استغلاله بأشكال أكثر تنوعاً أبرزها تقديم
مسلسلات تلفزيونية مُشقتة عنه بجانب الاستمرار في إنتاج الأفلام.
شهد عالم MCU العديد من التطورات وقدم عشرات الشخصيات خلال المراحل الماضية، ليبقى السؤال هنا: ما الذي ننتظره خلال المرحلة الرابعة التي سوف تنطلق ابتداءً من سنة 2020؟ وما أبرز ملامحها؟.. هذا ما نحاول الإجابة عليه من خلال الفقرات التالية في ضوء ما تم الكشف عنه رسمياً أو ما يتم تداوله من أخبار وتحليلات.
Advertisements
مارفل خارج حدود الأرض
|
© Marvel Studios/Walt Disney Pictures. All Rights Reserved. |
يُعد عالم مارفل السينمائي أكثر السلاسل السينمائية اتساعاً وتمدداً حيث أنه يتخذ كوناً كاملاً مسرحاً لأحداثه التي تم استعراضها على مدار ثلاثة وعشرين فيلماً، لكن يبدو أنه -رغم كل شيء- لم يبلغ حده الأقصى الأبعد، بل قد يكون كل ما سبق تقديمه مجرد تمهيد لما سوف يُطرح خلال أفلام المرحلتين المُقبلتين من عالم الـ MCU.
المُلفت للنظر فيما أُعلِن عنه من أعمال مستقبلية تتبع عالم مارفل هو أن العديد منها تجري أحداثه خارج حدود كوكب الأرض، لعل المثال الأوضح على ذلك فيلم The Eternals -الذي سوف نتطرق إليه لاحقاً بشيء من التفصيل- والأمر نفسه ينطبق على الفيلم الثالث لحراس المجرة Guardians of the Galaxy Vol.3 برغم ما يثار حوله من لغط، أيضاً الجزء الثاني من Captain Marvel يتوقع أن تقع أحداثه بإحدى المجرات البعيدة، بينما تظل الأمور مُبهمة بعض الشيء بالنسبة لفيلم Thor: Love and Thunder ولكن يُرجِح البعض أن تدور أحداثه -ولو جزئياً- خارج نطاق الأرض خاصة أن "ثور" في أخر ظهور له قرر الرحيل برفقة حُراس المجرة.
التطرق إلى الأبعاد الكونية البعيدة ليس أمراً مستحدثاً بالنسبة للـ MCU، فقد شهدنا ذلك مراراً بأفلام المراحل الثلاثة الأولى، لكن كان عادة ما يتم ذلك من خلال مواجهة أبطال الأرض للخطر القادم من الخارج مثل فيلم The Avengers وفيلم Thor أو أن تنقسم الأحداث ما بين الأرض والأبعاد الأخرى كما حدث في فيلم
Captain Marvel وفيلم
Avengers: Infinity War، ولا يستثنى من ذلك إلا أعمال قليلة مثل ثنائية Guardians of the Galaxy وفيلم Thor: Ragnarok.
لكن من الواضح حتى الآن أن فترة المرحلتين المقبلتين من العالم السينمائي سوف تشهد تركيزاً أكبر على الأبعاد الكونية البعيدة، مما يعني التطرق إلى أماكن مختلفة لم يتم الذهاب إليها مسبقاً وكذا استعراض شخصيات جديدة لم تظهر بأي فيلم من قبل، هذا وذاك سوف يساهم في تمدد عالم مارفل السينمائي بصورة أكبر وهو الأمر الذي يُمثل ضرورة مُلحة بذلك التوقيت خاصة بعدما صار العالم يضم عدة مسلسلات تلفزيونية بجانب سلسلة الأفلام.
Advertisements
العالم السينمائي والعوالم الموازية
|
© Marvel Studios/Walt Disney Pictures. All Rights Reserved. |
تطرقنا في النقطة السابقة إلى التوسع المحتمل لأفلام مارفل عن طريق استعراض جوانب أخرى من العالم الرئيسي الذي تدور به الأحداث، لكن التطور الذي سوف يطرأ على هذا العالم السينمائي بمرحلته الرابعة لن يقتصر على ذلك، إنما سوف يتم خلالها التطرق إلى العوالم الموازية والأكوان المتعددة التي تعد مكوناً رئيسياً لأحداث "مارفل كوميكس" وتم الانتقال إليها مراراً وتكراراً على صفحات القصص المصورة.
وَرد ذكر العوالم الموازية بأكثر من موضع ضمن الأفلام الأخيرة من المرحلة الثالثة، حيث تم توضيح مفهوم "الحلقات الزمنية" خلال أحداث فيلم
Avengers: Endgame والتي يقصد بها احتمالية خلق واقع موازي نتيجة التلاعب بالزمن، كما تم ذكر الأكوان المتعددة بشكل صريح خلال أحداث فيلم Spider-Man: Far From Home، وهناك توقعات -تصل إلى حد التأكيد- بأن هذه العوالم سوف تكون من الركائز الأساسية التي تقوم عليها أفلام المرحلتين المقبلتين من عالم MCU.
تم الكشف مؤخراً عن العنوان الرسمي للفيلم المُستقل الثاني الخاص بشخصية "دكتور سترينج" وهو Doctor Strange in the Multiverse of Madness مما يدل بشكل قاطع على أن أحداث الفيلم سوف تدور بأكوان متعددة، كما أفادت بعض التقارير بأن مسلسل Loki -المقرر عرضه حصرياً عبر منصة "+Disney"- سوف يتتبع قصة "لوكي" الذي ظهر بأحداث فيلم Avengers: Endgame والذي نجح في خلق حلقة زمنية خاصة به بعدما أفلت من قبضة "المنتقمون" واستحوذ على أحد الأحجار الأبدية.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن الاتفاق الأخير بين "استوديو مارفل" وشركة "سوني" قضى بظهور شخصية "سبايدر مان" من عالم مارفل -أي نسخة الممثل "توم هولاند"- ضمن العالم السينمائي الخاص بشركة "سوني" والمستوحى من قصص الرجل العنكبوت والمعروف باسم
Sony’s Marvel Universe، وقد أفادت بعض التقارير بأن ذلك سوف يتم من خلال فرضية الأكوان المتعددة والعوالم الموازية، بمعنى أن عالم سوني سوف يكون بمثابة أحد أكوان مارفل الموازية وبالتالي يمكن لشخصية الرجل العنكبوت الانتقال بين العالمين مع بقائهما منفصلين دون أن يتأثر أيهما بأحداث الآخر.
Advertisements
التقدم للأمام بالعودة للوراء
|
© Marvel Studios/Walt Disney Pictures. All Rights Reserved. |
قد يعتقد البعض -في ضوء النقاط السابقة- أن أفلام المراحل المقبلة من عالم مارفل السينمائي MCU سوف تكون منفصلة تماماً عن المراحل الثلاثة السابقة التي انتهت بالحدث الأكبر متمثلاً في المعركة الكونية بفيلمي Avengers: Infinity War و Avengers: Endgame ثم فيلم Spider-Man: Far From Home، إلا أن الحقيقة على النقيض تماماً من ذلك ويبدو أن صُنّاع أفلام مارفل يدركون تماماً الفرق ما بين تطوير عالمهم والارتقاء به لمستويات أعلى وبين انقسامه وتحويله إلى مراحل شبه منفصلة.
سوف تشهد أحداث أفلام مارفل بالمراحل المقبلة -وفق ما أُعلن عنه- عدة قفزات للأمام ولكنها في ذات الوقت سوف تكون أحداثها عبارة عن نتائج مترتبة على ما سبق تقديمه بالمراحل السابقة، مثال ذلك أن فكرة الانتقال بين الأكوان المتعددة ونشوء الحلقات الزمنية ناتجة عن الخلل الزمني الذي أحدثه انتقال الأبطال بالزمن خلال أحداث Avengers: Endgame.
الأمر المُلفت للنظر أيضاً أن عدد من الأعمال المُنتمية لهذا العالم والمُنتظر عرضها خلال العامين المقبلين سوف تعود بنا إلى الماضي بأشكال عِدة، حيث أن أحداث الفيلم المُرتقب
Black Widow تدور بالفترة الزمنية الفاصلة ما بين فيلمي Captain America: Civil War وAvengers: Infinity War، كما يُشاع أن أحداث مسلسل WandaVision سوف تجري بنفس الفترة، بينما فيلم Shang-Chi and the Legend of the Ten Rings فكما يتضح من عنوانه سوف تعود من خلاله جماعة "الخواتم العشرة" للظهور مرة أخرى وهي المنظمة الإرهابية التي واجهها "توني ستارك \ آيرون مان" بأفلام المرحلة الأولى.
Advertisements
دماء جديدة لشخصيات قديمة
|
© Marvel Studios/Walt Disney Pictures. All Rights Reserved. |
كل ما سبق ذكره حول مستقبل عالم مارفل السينمائي MCU يرتبط بالأحداث ولكن السؤال هنا "ماذا عن الشخصيات؟"، خاصة أن العالم السينمائي قد فقد -بمحض إرادته- العديد من شخصياته المميزة والمثيرة للاهتمام خلال الفيلمين الكبيرين Avengers: Infinity War ثم Avengers: Endgame.
يحتوي عالم "مارفل كوميكس" على كم هائل من الشخصيات المثيرة على جانبي الخير والشر على السواء، العديد من تلك الشخصيات سوف تجد طريقها للشاشة أخيراً خلال أفلام المرحلتين المقبلتين أبرزها شخصية "شانج-تشي" بالعالم السينمائي وشخصيات "شي-هالك" و"موون نايت" من خلال المسلسلات التلفزيونية، كما سوف تشهد الأفلام المقبلة عودة بعض الشخصيات التي غابت طويلاً وفي مقدمتها "جين فوستر" -التي جسدتها "ناتالي بورتمان- التي ظهرت بالسابق في أفلام Thor.
أما المثير للاهتمام حقاً هو أن بعض الشخصيات سوف تعود في ثوب جديد أو بالأحرى نسخ جديدة، فمن المتعارف عليه في عالم القصص المصورة أن اللقب الواحد عادة ما يتم تداوله بين عدة شخصيات ويبدو أن الوقت قد حان لينتقل ذلك إلى العالم السينمائي والتلفزيوني، حيث هناك العديد من الأخبار حول تقديم نسخة جديدة من شخصية "بلاك ويدو" لتخلف "ناتاشا رومانوفا" بينما سوف نشاهد "سام ويلسون" من خلال مسلسل Falcon and Winter Soldier في هيئة "كابتن أمريكا"، أما مسلسل Hawkeye فسوف يشهد تمرير اللقب والهوية من "جيرمي رانر" إلى شخصية نسائية جديدة تدعى "كيت بيشوب".
Advertisements
الكيانات الكونية حلقة الوصل
|
© Marvel Studios/Walt Disney Pictures. All Rights Reserved. |
يتضح مما سبق أن عالم مارفل السينمائي سوف يصبح أكثر اتساعاً وتشعباً وبالتالي أكثر تعقيداً ولعلك تتساءل حول كيفية الربط بين كل تلك الخيوط، والإجابة على هذا السؤال يمكن تلخيصها في كلمتين فقط وهي (الكيانات الكونية) التي تم الإشارة إليها أكثر من مرة بأفلام المراحل السابقة كما كان لها ظهور عابر في عدد من الأفلام لكنها سوف تصبح إحدى المحاور الرئيسية بالأفلام المُقبلة، كما تم تخصيص فيلماً كاملاً للتعريف بهم وهو فيلم The Eternals.
يتم تقديم الكيانات الكونية على صفحات القصص المصورة باعتبارها مخلوقات هائلة ومُخلدة تمتلك قوى مُطلقة تمكنها في التحكم في كل شيء وفرض سطوتها على عوالم كاملة، أغلب تلك الكيانات تكون مسؤولة عن المراقبة وحفظ التوازن في الأكوان المتعددة، بناء على ذلك فإنها تصلح تماماً أن تكون حلقة الوصل بين العوامل المتوازية والرابط بين العالم السينمائي الذي أصبح بالغ الاتساع، ربما لذلك قررت "مارفل" طرح فيلم The Eternals في وقت مبكر من المرحلة الرابعة ليكون بمثابة حجر أساس للمراحل التالية.