مراجعة فيلم El Camino.. هدية فينس غيليغان لعشاق مسلسل Breaking Bad

Mona Fathi

• آخر تحديث :12 أكتوبر, 2019

- قسم أفلام الأكشن

مراجعة-فيلم-El-Camino..-هدية-فينس-غيليغان-لعشاق-مسلسل-Breaking-Bad

بعد مرور أكثر من ستة سنوات على عرض حلقته الأخيرة لا يزال مسلسل Breaking Bad يحتل وبجدارة المرتبة الأولى في مختلف القوائم المعدّة لأفضل مسلسلات الجريمة والتشويق، من تلك الحقيقة الساطعة في سماء دراما التشويق والإثارة سنبدأ موضوعنا اليوم، حيث سنفترض أن نجاح المسلسل وقاعدته الجماهيرية العريضة والضجة الهائلة المصاحبة لعرضه ومشاهدة حلقاته حتى هذه اللحظة هي الأسباب التي أدت إلى وجود فيلم El Camino محل مناقشتنا اليوم التي سنعرف من خلالها هل نجح صنّاع العمل في تقديم تتمة تليق بروعة الحكاية التي تركت لنا بعض أبوابها مفتوحة أم جاءت النهاية لتدمر عمل جميل وتثير غضب جمهوره العريض؟ إبقوا معنا لنتعرّف معًا على الإجابة.

مع جيسي لا يزال هناك الكثير ليقال

يقدم فينس غيليغان فيلم El Camino لكل من أغلق الباب تماماً وتصوّر أن نجاة جيسي ونجاحه في الهروب من عصابة العم جاك أحد الأمور المسلّم بها، فمن خلال أحداث الفيلم سنعرف هل استطاع جيسي بينكمان النجاة والبدء من جديد أم أنه لا يزال هناك من الخبايا ما لم نعرفه بعد؟

فقد قدم لنا مسلسل Breaking Bad نهاية رائعة بلا شك، استطعنا من خلالها أن نرى نهاية والتر وايت شخصية المسلسل الرئيسية، إلا أن تلك النهاية لم تكن شاملة لكل أبطال المسلسل، فقد تركت لنا باباً مفتوحًا وأسئلة بلا إجابات يأتي في مقدمتها السؤال عن مصير جيسي البطل الثاني للمسلسل وشريك والتر في الحكاية المشوقة التي تابعناها لسنوات.

لمن يقدم فينس غيليغان فيلمه؟

أعرف يا عزيزي أنه سبق وأجبنا على السؤال نفسه سلفاً، ولكن إسمح لي أن أعيده مرةً أخرى لنعرف الجانب الآخر الذي أظن أنه هو السبب الرئيسي والمباشر لصناعة فيلم El Camino، فليست الإجابات المفقودة وحدها هي دافع فينس غيليغان هنا على ما يبدو.

لأجيب على السؤال دعني أخبرك أولاً أننا مصابون بالنوستالجيا، ولمن يجد كلمة مصابون هنا في غير محلها أقول أنه عليك أن تلقي نظرة على ما يحدث على الساحة الفنية الآن، ستجد أن عدد الأعمال القائمة على إعادة إنتاج أفلام ومسلسلات سبق وشاهدناها وتعلّقنا بها من قبل في ازدياد مستمر!

لم يقدم لنا فينس غيليغان نفس الحكاية المشهورة والمحبوبة ولكنه أعاد صنع أجواءها من جديد ونثر سحرها لمفتقديه، لمشاهدي Breaking Bad وقت عرضه الذين تابعوا تفاصيله المشوقة لحظة بلحظة، لهؤلاء فقط يحكي فينس غيليغان حكايته الجديدة فهم من سيجدون أن الفيلم رائع وربما أكثر روعة من حقيقته بالفعل، لذا عليك أن تصدقني يا عزيزي حين أقول لك أن النوستالجيا هي كلمة سر فيلم El Camino وسبب نجاحه الأكبر.

القليل من الفلاش باك لا يضر

كما سبق وعرفنا أن الفيلم تبدأ أحداثه فور انطلاق جيسي بسيارته إلكامينو في محاولة هرب لن نحرق لك نتيجتها هنا بالطبع، ولكني أشير لها الآن لأخبرك يا عزيزي أن الفيلم تدور معظم أحداثه في الحاضر، وهو الأمر الذي سيحول دون ظهور عدد من أبطال Breaking Bad المحبوبين، لذا فبالإضافة إلى ضرورة استخدام الفلاش باك لربط أحداث الحاضر بما سبق مما سيعمل في النهاية على تقديم حكاية متكاملة، قام صنّاع العمل باستخدام الفلاش باك كفرصة لإعادة بعض شخصيات المسلسل المحبوبة مرةً أخرى، فمن خلال الفلاش باك استطعنا الحصول على بضعة لقطات ثمينة لأبطال الحكاية الأولى التي يأتي في مقدمتهم والتر وايت الذي ظهر في مشهد واحد في نهاية الفيلم، ربما جاء المشهد غير مؤثر في الأحداث نوعاً ما وأقصر مما نتمنى أيضاً إلا أنه المشهد الأفضل بلا جدال لعشاق Breaking Bad.

عن نجم الدور الواحد دعنا نتحدث قليلاً

لن تكون مراجعتنا لفيلم El Camino كاملة ما لم نتطرق للأداء التمثيلي لأبطال العمل بالطبع، لذا نحن سنبدأ على الفور و نشيد بأداء أبطال العمل بشكل عام ونخبرك يا عزيزي أن الجميع هنا يعرف تماماً ما عليه ونجح في تقديمه كما ينبغي بالرغم من الاختلاف الواضح في الشكل الخارجي لبعض الأبطال ونخص بالذكر هنا الممثل "جيسي بليمنز" القائم بدور تود.

بالتأكيد ليس هذا فقط ما أردت قوله عن الأداء التمثيلي للأبطال، فأنا هنا للحديث عن الممثل "آيرون بول" القائم بدور جيسي بينكمان بشيء من التفصيل، فقد قدم لنا آيرون بول وجبة تمثيلية دسمة ومتكاملة، حيث استطاع أن يجسد لنا التحول من شخصية فتى صغير ضعيف الشخصية بلا خبرة تقريباً أو قدرة على إنجاز أي شيء إلى شخصية أخرى مختلفة كل الاختلاف هنا بسبب ما تعرض له من أهوال.

إلا أن السؤال الذي يشغلني الآن هل سيستطيع آيرون بول الخروج سريعاً من عباءة جيسي بينكمان، وينجح في تقديم أدوار جديدة بنفس الروعة والكفاءة، أم سيبقى في النهاية واحداً من نجوم الدور الواحد، حبيساً داخل دوره في فيلم El Camino إلى الأبد، وهو الأمر الذي سبق وحدث لعدد كبير من الممثلين من قبل.. حسناً علينا هنا ألا نستبق الأحداث وننتظر لنرى.

دعنا نرى الوجه الآخر للعملة

سبق وأخبرتك يا عزيزي أن سحر الفيلم ينبع من محاكاته لأجواء القصة القديمة، إلا أن الأمر لم يكن إيجابياً على طول الخط، فقد جاء الفيلم في النهاية يحمل إيقاعا المسلسل البطيء نوعاً، بتكوين درامي يحتاج لنص طويل يتحمله وهو الأمر المناسب للمسلسلات أكثر، لذا قد يجد غير المتابعين لقصة المسلسل الأصلية بعض الملل هنا، بينما أرى أنا أنه ربما كان من الأفضل أن يعرض الفيلم كحلقة خاصة في ذكرى المسلسل العاشرة كما كان مخطط له بالفعل، فالعمل في النهاية ما هو إلا تتمة هدفها الأول هو إجابة الأسئلة التي لم يجيبها عليها مسلسل Breaking Bad بحلقاته الإثنان وستون.

وأخيراً يمكننا القول أن مغامرة مخرج العمل فينس غيليغان الذي يجب أن نشيد بإخراجه الرائع ولقطاته الاحترافية قبل أي شيء آخر كانت واحدة من مغامرات 2019 محمودة العواقب، كونها جاءت وفق خطة وإعداد متقن نجح في استغلال النجاح الكبير للمسلسل وتقديم قصة جديدة خرجت من رحم سابقتها الأشهر والأجمل رغم كل شيء، إلا أن فيلمنا اليوم نجح في الحفاظ على روح المسلسل والهالة المصاحبة له، كما استطاع أيضاً النجاة من فخ التكرار والرتابة اللذين ابتلعا في طريقهما عدد لابأس به من الأعمال الفنية هذا العام.