مراجعة فيلم Shazam.. مغامرة كوميدية ناجحة لبطل خارق راشد بعقلية صبيانية!
تدور قصة فيلم !Shazam حول فتى مُتبنى فقد والديه عندما كان صغيرا، وهو يعيش حاليا حياة تائهة بين إثبات نفسه وإيجاد عائلته التي لا يعرف عنها شيء، لكن بشكل غريب ومفاجئ يلتقي بساحر يمنحه قوى استثنائية تُمكّنه من التحول إلى بطل خارق بمجرد أن ينطق الكلمة السحرية "شازام"، قوى استثنائية لا يعرف ما يفعل بها!
ينتمي فيلم شازام إلى عالم دي سي السينمائي الموسع، هذا الأخير الذي يُعاني من الافتقار لركائز سينمائية تدفع به إلى الأمام ليحصل فعلا على لقب عالم سينمائي موازاة بعالم مارفل السينمائي بعد فشل العديد من الأفلام السابقة، ليأتي هذا الفيلم ويُنعش الآمال من جديد ويثبت أنه لا يزال هناك حقا أمل في هذا العالم السينمائي.
فيلم شازام هذا ينتمي إلى كفة الأعمال القليلة الناجحة في هذا العالم، بجانب كل من فيلم Aquaman و Wonder Woman و Man of Steel، وكل ما تبقى من الأفلام الأخرى فهي في الكفة الثانية الهزيلة! ويمكننا القول أن هذا الفيلم هو الأفضل لحد الآن بين الثلاثة السابقة الذكر، إذ سنتعرف فيما يلي على ما الذي يجعله فعلا الأفضل.
© Warner Bros/DC Comics |
لا شك أن كل من شاهد الفيلم يعرف تماما النغمة التي يعزف عليها هذا الأخير، نغمة الكوميديا عكس باقي الأفلام الأخرى التي كانت تعزف على الوتر الآخر، وتر السوداوية والجدية المفرطة، لكن هذا لا يعني أن النغمة الكوميدية هي التي تعطي الخلطة السحرية للنجاح وأن النغمة السوداوية يكون مصيرها الفشل، بالعكس تماما، فكل واحدة يمكن أن تكون ناجحة إذا ما تم التعامل معها جيدا، لكن القائمين على عالم دي سي لم يستطيعوا بعد معرفة كيفية إنجاح السوداوية في أفلام مثل Dawn of Justice أو Justice League، لكنهم أخيرا استطاعوا النجاح أخيرا في الكوميديا التي يتميز بها هذا الفيلم.
لكن مرة أخرى، هناك فيلم Suicide Squad الذي كان في معظمه كوميديا لكنه كان فاشلا! مما يجعلنا نستنتج أن القائم وراء مقعد الإخراج وحبر كتابة السيناريو هو من له القدرة على خلق النجاح أو إقرار الفشل، وهذا بشرط أن تتوفر له الحرية في الإبداع.
© Warner Bros/DC Comics |
ويبدو جليا أن مخرج الفيلم "ديفيد ساندبيرغ" حصل على ذلك بالفعل، فاستطاع أن يقدم لنا فيلم سوبرهيرو ممتع ومضحك أكثر من أي شيء آخر، وهنا تكمن قوة هذا الفيلم إذ يلعب على الكوميديا الساخرة بشكل رائع وممتع، وكن أكيدا أنه عندما ستشاهد الفيلم ستضحك حتى ولو كنت من أكثر الناس سوداويةً وتشاؤماً، وبالتالي فالنجاح الفني لهذا الفيلم يعود بالدرجة الأولى للمخرج ساندبيرغ، ومن كانوا وراء صياغة سيناريو ممتع ومتراص في حبكته.
ثم نأتي لثاني أهم سبب في نجاح الفيلم، أداء الممثلين بشكل عام، وما قدمه بطل الفيلم الممثل "زاكري ليفي" في دور شازام بشكل خاص. فإذا كان الإخراج والسيناريو رائعين، فشخصية شازام كانت أروع، فأجمل وأمتع لحظات الفيلم هي عندما يكون فيها شازام حاضرا بأدائه الكوميدي والمتناقض، حيث في عقله هو فقط فتى صغير أو مراهق في بداية مراهقته وبالتالي فتصرفاته لا تزال صبيانية نوعا ما، لكن في شكله فهو رجل بقوام خارق، وبالتالي ذلك التناقض بين العقل الصغير والجسد الكبير خلق كوميديا بطابع بطولي لا مثيل له.
عندما كنت أشاهد الفيلم جاء على بالي مثال فيلم آخر يُشبهه نوعا ما في تلك الكوميديا الهزلية الساخرة، فيلم Deadpool؛ إذ تجد الشخصية الرئيسية بقوى خارقة تحاول القضاء على الشر لكن بدون جدية في التعامل مع الأمر، بل بكوميديا مستهترة تُمتّع معها المُشاهد وتحقق المرجو منها في الأخير، ورغم أن كوميديا فيلم ديدبول كانت متطرفة نوعا ما في كونها تستعمل كلام وألفاظ فاحشة، إلا أن فيلم شازام استطاع القيام بالمِثل لكن استطاع المحافظة على نظافة كلامه وحواراته.
© Warner Bros/DC Comics |
هناك شخصيتين ثانويتين كانتا أيضا رائعتين، الأولى هي شخصية الصبي فريدي صديق البطل الخارق والذي قدم أداءً كوميديا هو الآخر بشكل ممتع جدا، ثم هناك الشخصية الشريرة من أداء النجم مارك سترونغ حيث كان هو الآخر موفقا جدا في تقديمه لعدو البطل، وهنا يمكن القول أنه لم يكن استثنائي ولم يكن سيء، بل قدم ما كان يجب تقديمه على نفس مستوى باقي عناصر الفيلم.
بالنسبة للمؤثرات البصرية كانت هي الأخرى جيدة ولا عيب حولها، وكان الشيء الأكثر الذي كان يقلقني قبل مشاهدة الفيلم هو كيف ستظهر هذه المؤثرات عند اللحظة التي تتحول فيها الشخصية الرئيسية من الفتى إلى البطل الخارق شازام خصوصا وأن تلك اللحظة تكون ظاهرة أمام أعيننا، بمعنى أنه إذا كان هناك أي تكاسل من طرف فريق المؤثرات سيُفسد لحظة التحول تلك، لكنهم اختاروا الاعتماد على الدخان لإخفاء ما يجب إخفائه ليحدث التحول بشكل سلسل وفعال.
© Warner Bros/DC Comics |
في الأخير نأتي إلى الجانب السلبي في الفيلم، وكما يقول المثل: في البياض الناصع ستجد بدون شك بقعة سوداء، لأن لا شيء مثالي! صراحة هذا ليس بـ مَثل أو حكمة قالها حكيم... هذا قلته أنا فقط وأنا لست بحكيم إطلاقا، لكن المهم الفكرة وصلت، وهي أن هذا الفيلم يحتوي على جانب سيء حوله، ما هو يا تُرى؟
ليس بالشيء الضخم الذي يحتاج لأن نطوّل فيه، ما في الأمر هو أن نهاية الفيلم كانت سخيفة نوعا ما، أتكلم عن النهاية التي لم يعد شازام فيها لوحده يقاتل الشرير، وإنما انضمت له شخصيات أخرى بقوى خارقة أيضا لتساعده على إنهاء الأمر، فكما قلنا شازام لا يزال صبي رغم أنه يملك العديد من القوى الخارقة المبهرة التي لا مثيل لها. في هذه النهاية أحسست أن الفيلم اتخذ منحى تافه بعض الشيء وجعله يفقد من روعته الممتعة التي عِشناها معه منذ البداية.
الآن دعنا ننهي الكلام بالحديث على ذلك المشهد الذي ظهر في الأخير بعد هذه النهاية السخيفة، ظهرت شخصية أخرى نعرفها جميعا لا تنتمي للفيلم لكن تنتمي لنفس العالم السينمائي، لن أذكر اسمها هنا لكنها جاءت فقط لتأكد أن فعلا هذا الفيلم ينتمي لعالم دي سي الموسع، وبدون شك سيجتمع شازام مع باقي الأبطال الخارقين إذا ما استمر عالم دي سي بطريقة ما رغم العديد من المشاكل التي يواجهها حاليا، كاحتمالية تخلي الممثل "هنري كافيل" عن دور سوبرمان والممثل "بين أفليك" عن دور باتمان...
آخر شيء، وهو إذا سألتني عن ترتيب أفضل أفلام عالم دي سي الموسع حاليا، إذ أصنفهم على الشكل التالي تنازليا: شازام هو الأفضل لحد الآن، يليه أكوامان، يليه Wonder Woman، يليه Man of Steel، ثم انتهينا!
أنظر أيضاً: مراجعة فيلم Aquaman.. من أفضل أفلام عالم دي سي الموسع، لكنه يعاني من بعض المشاكل