بعد ما يقرب من العامين طلت HBO أخيرًا على شاشات متابعيها بالحلقة الأولى من حلقات الموسم الختامي من المسلسل الأشهر صاحب أكبر قاعدة جماهيرية حول العالم Game Of Thrones، وقد اعتدنا أن نقابل عاصفة هوجاء من الآراء المختلفة والتوقعات لما هو قادم بعد عرض كل حلقة من حلقات المسلسل، لذا قررنا هنا في Aflam Talk أن نقدم لكم مراجعة شاملة لكل حلقة من حلقات الموسم الأخير، نلقي بها الضوء على تفاصيل الصورة الخفية والمعلنة.
Advertisements
دعنا لا نرفع سقف توقعاتنا أكثر مما يجب
دعنا نتفق قبل أي شيء أن الحلقة الأولى هي حلقة تمهيدية لا أكثر، فمن غير المتوقع أو المنتظر أن نلاقي هنا مواجهات ساخنة أو معارك تحبس الأنفاس، فكل ما لدينا لا يتعدى كونه لمْ شمل لعائلة ستارك، وتجميع لخيوط الأحداث المنفلتة مرةً أخرى، لوضع المُشاهد في حالة تأهب تؤهله لمَ سيحدث لاحقًا، لذا فليس علينا سوى الانتظار للحلقات القادمة التي لابد وأنها ستكون أكثر إثارةً وتشويقًا من حلقة اليوم.
وينترفيل ترحب بالوافدين
Winterfell" - وينترفيل" عنوان يليق بالحلقة الافتتاحية للموسم الختامي من الصراع الدامي للفوز بالعرش، ففيها بدأ الصراع الذي لازلنا لا نعرف أين أو كيف سينتهي، تسير خطى حلقتنا اليوم على نفس خطى الحلقة الأولى من الموسم الأول للمسلسل، حيث تستقبل وينترفيل مرةً أخرى الوافدين إليها، كما استقبلت من قبل حاكم الممالك السبعة روبرت براثيون، فإنها تستقبل اليوم دينيريس تارجيريان في موكبٍ مهيبٍ كسابقه بينما تحلق تنانينها في عنان السماء لتزيد موكبها هيبة فوق هيبته.
لقاء منتظر يخيب الآمال، وآخر غير متوقع يرفعها من جديد
بالرغم من توقعي الكامل أن تكون أحداث الحلقة الأولى هادئة ولا تحوي الكثير، إلا أنني انتظرت وأنتظر معي الكثيرون لقاء جون سنو وآريا ستارك، إلا أن ذلك اللقاء قد جاء نوعا ما مخيبًا لآمال ناظريه، لقاءً فاترًا تنقصه الحرارة واللهفة التي توقع الجميع أن تكون هي عنوان اللقاء وسمته الأساسية، ذلك الفتور غير المتوقع والتشكك الواضح من قبل آريا ستارك جعلني أتساءل هل كان هذا أمرًا مقصودًا يحمل للمُشاهد إشارة واضحة لنزاع قادم سيُفرّق شمل عائلة ستارك الوليد، خاصة مع عدم قبول سانسا ستارك الواضح لدينيريس تارجيريان، بل واعتبارها هي وجيوشها وتنانينها عبئًا اقتصاديًا كبيرًا سيقع فوق رأس الشمال وأهله.. مجرد فكرة تحتمل الصواب والخطأ، لذا دعنا لا نستبق الأحداث وننتظر لنرى.
بقدر ما كان لقاء جون سنو وآريا ستارك مخيبًا للآمال، جاء اللقاء الصامت غير المتوقع بين بران ستارك وجايمي لانستر يحمل الكثير من الإثارة، نهاية قوية للحلقة تمهدنا لأحداث أكثر اشتعالًا قادمة.
منذ انتهاء الموسم السابع ونحن نتساءل هل حقًا ستتحالف سيرسي لانستر مع جون سنو و دينيريس تارجيريان لمواجهة العدو الأكبر المتمثل في ملك الليل وجيش الموتى الأحياء، أم أن هناك ما لا نعرفه يدور خلف الأبواب المغلقة؟ ظهر هذا التساؤل الذي يحمل الكثير من الشك كوننا لا نعرف أي شيء عن تفاصيل لقاء تيريون بأخته في نهاية الموسم السابق، ليتجلى التساؤل الآن مرةً أخرى بعد حوار تيريون وسانسا، الذي أوضح تيريون فيه أنه يصدق سيرسي لانستر، هل حقًا يصدقها تيريون بكل تلك البساطة المفعمة بالسذاجة أم أنه يخادع الجميع وينتظر الفرصة ليضرب ضربته فتنشق الصفوف لصالح آل لانستر؟ دعنا لا نستبق الأحداث وننتظر لنرى ما سيحدث.
كالعادة، تُفاجئنا سيرسي لانستر بردود أفعالها غير المتوقعة، فقد أظهرت ردة فعل باردة تحمل قدرًا لا بأس به من السعادة فور علمها بخبر سقوط الجدار المترتب عليه عبور الموتى الأحياء، بينما أظهرت ضعفًا إنسانيًا غير متوقعًا بعد مقابلة يورون، لتأتي النهاية الصادمة حين تطلب سيرسي من برون قتل أخويها بنفس السلاح الذي قتل به تيريون والده.
الكثير من التساؤلات تطرق الأبواب بقوة الآن، هل أصبحت سيرسي ترغب في مقتل جايمي الآن؟ هل ينجح برون حقًا في ذلك؟ هل تثق سيرسي بإمتلاكها ما يحقق لها النجاة في تلك المعركة خاصةً مع بعد أن خاب آملها بسبب عدم وجود الفيلة كحليف قوي لها؟ الحديث عن الفيلة يجعلنا نتساءل، هل ستظهر الفيلة لاحقًا كمفاجأة غير متوقعة للمشاهدين، أم حقًا انتهى أمر الفيلة التي انتظرناها طويلًا.
هل يتنازل وريث الممالك السبعة عن لقبه هذه المرة أيضًا؟ عرفنا سابقًا بما لا يقبل الشك أن جون سنو لا يهتم بالألقاب ومستعد تمامًا للتنازل عنها مقابل فرصة للنجاة أمام جيش الموتى الأحياء، ولكن الأمر الآن يختلف فلقب ملك الشمال لا يُقارن بلقب حاكم الممالك السبعة، السؤال الآن هل سيتنازل جون سنو عن لقبه الجديد؟
كيف ستكون ردة فعل دينيريس تارجيريان عند معرفتها بحقيقة أن جون سنو هو وريث العرش الحقيقي؟ هل سينفصم التحالف الذي لم يبدأ بعد وتلوح رائحة الدماء المراقة في الآفاق؟ أم سيصمد الحب والرغبة في النجاة؟ أسئلة كثيرة علينا أن ننتظر لنرى ما سيحدث لنعرف إجاباتها.
Advertisements
الخطة البديلة والملجأ الجديد
بينما نرى آريا ستارك تحاول تعلم فنون القتال منذ نعومة أظفارها، نقابل يارا الفتاة القوية شقيقة ثيون التي تجيد أيضًا فنون القتال، ولكن يكمن سر قوتها الأكبر في عقلها، ففي الوقت الذي يستعد فيه الجميع لسن سيوف الحرب بما فيهم ثيون شقيقها الذي يعلن رغبته في الذهاب نحو الشمال لمساندة آل ستارك، تخطط يارا لاستعادة الجزر الحديدية مرةً أخرى، فالفرصة أصبحت متاحة الآن حيث أن يورون وأسطوله في كينغز لاندنغ، تلك الجزر التي ستكون هي الملجأ الوحيد الباقي لجون سنو وجيشه في حال سقطت وينترفيل.
بالرغم من الهدوء المصاحب لأحداث الحلقة التمهيدية من الموسم الأخير إلا أننا لا نستطيع أن نغفل الرسالة المرعبة التي وجهها ملك الليل وجيشه للثلاث عائلات الباقية حين قام بقتل آمبر الصغير الذي سبق وأرسلته سانسا في بداية الحلقة إلى دياره، مقتل ذلك الصبي يعني تقدم جيش الموتى الأحياء ووصوله لمقر آل أمبر وربما إجتيازه أيضًا نحو وينترفيل.. تلك الرسالة الذي دق بها ملك الليل ناقوس الخطر تطرح السؤال الأهم اليوم، هل حقًا ستبدأ المعركة بهذه السرعة؟