لا يزال عالم مارفل السينمائي في توسع كالثقب الأسود بمزيد من القصص والأبطال الخارقين، وهذه المرة ولأول مرة أمامنا بطلة خارقة يُقال عنها الكثير... يُقال عنها أنها واحدة من أقوى الأبطال الخارقين في هذا العالم السينمائي، لكن هل تم تقديمها في فيلمها Captain Marvel بحسب ما يُقال عنها؟ هل هذا الثقب الأسود هو عبارة عن ثقب أسود فقط، أم أنه فعلا في توسع مبهر؟ وأهم شيء، هل كابتن مارفل فيلم رائع يرقى لمستوى الأجزاء التي عشناها في هذا العالم السينمائي؟ لنتعرف.
Advertisements
يُقال أن مصطلح Captain Marvel هو في الأصل ينتمي لعالم القصص المصورة لدي سي، وهو اسم البطل الخارق Shazam الذي سنرى له فيلما الشهر القادم من استوديوهات دي سي. إذا، هل هذا يعني أن مارفل سرقت الفكرة، أو بالأحرى سرقت اسما لا ينتمي لها؟! إن كان ذلك صحيح، فهذه ليست بالبداية الجيدة.
بعد أن أُتيحت لي فرصة مشاهدة الفيلم أخيرا، وبعد أن كانت توقعاتي عالية جدا على أنني سأعيش تجربة فيلم سوبرهيرو لا مثيل لها، فكانت النتيجة... مؤسفة نوعا ما! فيلم Captain Marvel ليس بالجيد ولا بالسيء... حقيقة الفيلم خيب آمالي بعض الشيء. دعنا الآن نغوص قليلا ونتعرف على تفاصيل ذلك.
أول شيء خرجتُ به بعد انتهاء الفيلم هو أنه مر بسرعة البرق! مر بسرعة البرق وتوالت الأحداث بشكل سريع لدرجة أنها لم تترك أي تأثير قوي علي، عكس بقية أفلام مارفل السابقة التي كانت قد تركت بصمتها خالدة بشخصياتها وقصصها المثيرة، الشيء الذي يقودك للاستنتاج على أن القائمين وراء هذا الفيلم، أو بالأحرى على هذا العالم السينمائي، أرادوا فقط ربطه بفيلم Infinity War ليتصل بفيلم Endgame القادم. لكن مرة أخرى... إذا نظرنا إلى هذه النقطة من زاوية مختلفة، سنرى أن الفيلم لم يكن مملا إطلاقا أو ثقيلا بأحداث مضجرة!
الشيء الذي سيقودنا للقصة، والتي صراحة لم تكن مثيرة على الإطلاق! إذا حاولت مقارنة هذه الشخصية بأفلام شخصيات كوميكس أخرى كأيرونمان، أو ثور... أو حتى باتمان من الضفة الأخرى، ستجد أن هذه الشخصية لم تترك بصمتها الخالدة كهذه الشخصيات السابقة. ربما السبب راجع إلى أن كابتن مارفل هاته لم تكن معروفة جدا ويُعتبر هذا هو أول فيلم لها، لكن قصة الفيلم أو الفكرة الرئيسية للأحداث مرت مرور الرياح، مما يجعلك تنظر إلى كثرة القيل والقال الذي قيل سابقا حول كون هذه الشخصية هي أقوى شخصية في عالم مارفل السينمائي، لتستنتج أنهم يضخمون فيها وفي قواها أكثر من المعقول. وصراحة لا تستحق أن تكون الأقوى إذا كانت هذه هي الصورة الحقيقية لها التي قدمها هذا الفيلم.
Advertisements
وتدور هذه القصة خلال سنوات تسعينيات القرن الماضي حول طيارة من سلاح الجو اسمها "كارول دانفرز" تتحول إلى واحدة من أقوى الأبطال الخارقين في الكون عندما تكون الأرض في حرب قاتلة عابرة للمجرات بين مخلوقات "سكرول" و مخلوقات "الكْري". ويُعتبر هذا الفيلم أول مجزوءة في أحداث عالم مارفل السينمائي منذ بدايته سنة 2008.
لست هنا لكي أحطم هذا الفيلم إطلاقا، لأنه إذا كنت ممن يبحثون عن قضاء وقت ممتع ولست من مهووسي أفلام مارفل وأفلام السبوهيرو بصفة عامة، فلا شك أنك ستعيش فيلما مليئا بالأكشن والكوميديا الهزلية المضحكة واللقطات البطولية المبهرة... لكننا هنا نتكلم عن مُشاهدة فيلم بشكل سطحي لا يهم إن كان وراءه شيء أعمق أم لا، لكن!
لكن عند نهاية فيلم Infinity War أصبحتُ منذئذ متشوق جدا لهذا الفيلم لأسباب عديدة، أهمها أننا سنعيش فيلم سوبرهيرو بطعم أنثوي يُغير تلك النمطية المعهودة في هوليوود حول سيادة الذكر، ثم هناك ما قرأت من قبل حول ما يمكنه أن تفعله هذه الشخصية الخارقة والقوى الهائلة التي تمتلكها، خصوصا وأن القضاء على ثانوس سيتطلب ندا بقوتها... في الأخير كل ذلك التشويق تم إخماده بفيلم عادي خالي من تلك الإثارة والحماس الذي كنت أنتظره. والمشكل هنا ليس في القوى الخارقة المُضخمة لهذه الشخصية، وإنما في اختيارات القصة والفكرة التي تدور حولها التي أفشلت العمل، والمسؤول الرئيسي في ذلك هم المخرجين وكتاب القصة.
دعونا الآن ننظر إلى القصة من نقطة إيجابية ومغايرة لما قلناه سابقا، وأتكلم عن حبكتها التي لم يتم تقديمها بسرد مباشر مألوف، بل
قاموا بخلط الأحداث بعض الشيء وجعلوها مركبة نوعا ما لتتطلب منك شيئا من
الملاحظة الدقيقة لتجمع أجزائها المتناثرة بين الماضي والحاضر. هذا
النوع من السرد يُعتبر ناذر جدا ذو خصوصية متميزة، لأن القليل من يستطيع
العمل به، وحتى المُشاهد يطلبه، لماذا؟ لأنه يدعوه لربط رؤوس الخيوط مع بعض والمشاركة في سرد الأحداث وليس الجلوس والتفرج بدون تفاعل.
Advertisements
هناك بعض الأمور الجيدة أيضا حول الفيلم والتي كانت في المستوى، أولها هي المؤثرات البصرية التي اُستعملت من أجل إرجاع الممثل "صامويل جاكسون" أصغر سنا موازاة بالزمن الذي تدور فيه أحداث القصة. وصراحة ما قاموا به في هذا الجانب مذهل، فجميعنا نعرف كيف هو الممثل جاكسون حاليا وكيف تظهر الشيخوخة على وجهه، وما قاموا به في هذا الفيلم يُنسيك تمام كم هو فعلا طاعن في السن، يجعلك الأمر لا تُعر أي اهتمام إلى أن الممثل الذي أمامك هو كبير في السن في الواقع.
ينقصنا هنا الحديث بعض الشيء عن أداء الشخصيات الرئيسية، والتي بدون الكثير من الكلام كانت جيدة ولا بأس بها. أول شخصية كانت رائعة هي شخصية نيك فيوري للمثل صامويل جاكسون الذي كعادته فرض حضوره بأدائه الكوميدي الممتع وقد كان عند حسن التوقعات، ثم هناك الشخصية الأهم، الشخصية الأولى في الفيلم، شخصية كابتن مارفل من أداء الممثلة بري لارسون التي تنتمي للوصف الثاني، وصف اللابأس به! كان سيكون الفيلم مختلف تماما لو أنهم اختاروا ممثلة أخرى لهذا الدور، لأنه في منظوري الشخصية لم تكن موفقة. لم تكن سيئة لكنها لم تترك انطباعا قويا، وحاول فقط أن تقارنها مثلا بشخصيات مثل ثور أو أيرونمان... وسيتضح لك الفرق جليا. بري لارسون ممثلة موهوبة وقد قدمت أفلام سابقة ناجحة جدا، لكنها فشلت هنا.
فيما يخض باقي الجوانب كمشاهد الأكشن والموسيقى التصويرية والمؤثرات البصرية فبدون شك هي رائعة ومبهرة، فنحن نتكلم عن استوديوهات مارفل وإنتاجاتها الضخمة التي دئما ما تُبدع في هذه الجوانب. المشاهد ملحمية ومبهرة عندما تكون كابتن مارفل في القتال. الموسيقى التصويرية كانت متميزة وإبداعية بعض الشيء عما عهدناه سابقا في أفلام مارفل. لذلك، فهذه الجوانب الأخيرة هي التي قد تجعلك تقول على أن الفيلم رائع بعض الشيء لكنه في الواقع هو عكس ذلك، ولا تجعل أرقام البوكس أوفيس الهائلة التي حققها الفيلم تخدعك عن الجودة الفنية الحقيقة التي غابت عنه.
Advertisements
كلمة أخيرة، فيلم Captain Marvel كان غائبا في تقديم قصة مثيرة تجذب المُشاهد، وكان الهدف الأساسي منه هو ربطه بالحرب اللانهائية وEndgame، كما أن الشخصية الرئيسية لم تُوفّق في أدائها، وإذا كنت ممن تابعوا أفلام مارفل السابقة وتعتقد أن أغلبها كانت جيدة، هذا الفيلم سيُخيب آمالك لأنه لم يصل لمستواها.