مراجعة فيلم Upgrade.. عندما يندمج الإنسان مع الآلة ويصبح أداة مدمرة وخطيرة
في عصرنا الحالي، جميعنا تقريبا نملك حاسوب نُنجز به (على الأقل) متطلبات العمل أو للمساعدة على الدراسة أو التواصل مع العالم... والعديد منا وصل، في بعض الأحيان، لمرحلة تغيير نظام تشغيله، حيث نرغب بالعمل بنظام جديد متطور عن ذلك القديم الذي لم يَعد يُلبي لنا جل متطلباتنا، أو ربما أنه لم يَعد يؤمننا من الأخطار الأمنية التي تأتي مع التطور الجارف في أنظمة المعلوميات الحديثة، وهذه العملية تُسمى بالإنجليزية بالـ upgrade؛ أي التطوير من نظام في مستوى معين إلى مستوى آخر متقدم وأفضل.
في فيلمنا هذا، لن نقوم بتطوير نظام آلي معلوماتي، بل الحديث هنا حول إنسان يتم زرع فيه نوع من التكنولوجيا الغير المعهودة والمتطورة لدرجة تبدو وكأنها من مستقبل بعيد جدا. تكنولوجيا ستُمكن هذا الشخص من الانتقال من القدرات البشرية العادية التي نعرفها إلى آلة قاتلة تعمل بسرعة خارقة ولا تخطئ أبدا. تماما كما قلنا سابقا، تم تطويره من نظام بشري عادي إلى نظام نصف بشري نصف آلي متطور بقدرات لا تُصدق.
© 2018 Blumhouse Productions |
وبشكل أكثر تحديدا، تدور قصة فيلم Upgrade حول رجل اسمه "غراي ستايسي" يتعرض لهجوم هو وزوجته من طرف عصابة مجهولة؛ فيتم قتل زوجته ويُترك هو مشلول بالكامل بعدما أصابوه في نخاعه الشوكي. أحداث الفيلم تجري في عالم مستقبليٍّ ومتطور تكنولوجيا، حيث أصبح كل شيء يُمكن إصلاحه وتطوريه بالتكنولوجيا الرقمية إلى ما هو أفضل، بما في ذلك الإنسان نفسه. لتبدأ رحلة بطل قصتنا هاته من أجل الانتقام لمقتل زوجته، والبحث عن السبب الذي جعلهم يستهدفونه وزوجته بالخصوص، لأن الأمر لا يبدو أنه من باب الصدفة.
بما أن يبدأ الفيلم، يُعطيك لمحة على أنه سيكون حول التكنولوجيا والعوالم الرقمية من خلال افتتاحية تقديم أسماء شركات إنتاج وتوزيع الفيلم، والتي أعتبرها بالمناسبة فكرة جميلة لأنها أضافت لمسة خاصة وكأنها تقول لك أن هذا الفيلم هو عمل يمتاز بالأصلية، في وقت أصبحت أغلب الأفلام التي تصدر تفتقد لهذه الميزة الناذرة. أصلية الفيلم لا تتوقف عند بدايته، فالفكرة العامة هي كذلك، حيث جاءت بالشيء الجديد الذي لم نرى مثله من قبل، والتي كانت العامل الحاسم في إشادة العديد من النقاد بالفيلم.
وما يزيد من روعة الفيلم وضمانه لمقعد ضمن أفضل أفلام هذه السنة، هو ميزانيته الضئيلة التي تراوحت بين الثلاث والخمسة ملايين دولار، لتُعطيك عمل سينمائي بهذه الجودة وبكل تلك المؤثرات البصرية والميكانيكية المبهرة، خصوصا في وقت أصبحنا نرى شركات إنتاج تُنفق الملايين من الدولارات، وفي الأخير تجد نفسك أمام فيلم عادي مستهلك.
أحداث وقصة الفيلم غريبة جدا، ومستوى الخيال العلمي فيه وصل لحد لن يقدر عليه سوى مهووسي السينما. فناهيك عن فكرته المجنونة، هناك شخصيات تحتوي على مسدسات مزروعة في أذرعتها وتُطلق بها النار من خلال أيديها! إن لم تكن من محبي أفلام الخيال العلمي المتطرف، ربما قد ترفض هذا الفيلم بالكامل.
الفيلم غير بطيء؛ فأحداثه تجري بشكل متتابع وسلسل ولا تترك المجال للمل. الشخصية الرئيسية من أداء الممثل لوغان مارشال غرين كانت رائعة، حيث قام بأداء دور الرجل النصف البشري النصف آلي بشكل سلسل وجميل، كما أنه استطاع أن يجعلك تصدق أنه فعلا نصف آلة، من خلال طريقة تحركه وجريه التي تُشبه الروبوت.
هناك بعض من الاستلهام والإشارات الصغيرة من أفلام خيال علمي أخرى، مثل فيلم Inception عند مشهد الأشخاص الذين أصبحوا منغلقين عن الواقع تماما ويقضون جل أوقاتهم في العوالم الافتراضية (في فيلم Inception يقضون أوقاتهم في عالم الأحلام). هناك أيضا إشارة لفيلم Ready Player One والعوالم الافتراضية، فيلم The Matrix ومحاولة التحكم والسقوط في فخ عدم القدرة على التفريق بين ما هو حقيقي وغير ذلك...
© 2018 Blumhouse Productions |
نهاية الفيلم كانت قاسية بعض الشيء وتُوحي إلى إمكانية جزء ثاني. كما أن هناك منعطف مفاجئ وكبير جدا (twist)، الذي غير منظور القصة بأكملها، حيث يُعتبر مدهش وغير متوقع إطلاقا وغيَّر مجرى الأحداث بالكامل. خلاصة القول، فيلم رائع وغريب!
أنظر أيضاً: أعظم 10 أفلام من الألفية الجديدة يجب على كل عاشق للسينما أن يكون قد شاهدها
نهاية الفيلم كانت غير متوقعة و أداء الممثل لوغان مارشال غرين كان مذهلا فهو استطاع باتقان تشخيص اليأس الشديد الذي آل اليه البطل ثم ينقلب كل شيء ليصير بطلا خارقا ، بحق هو فيلم رائع يجمع بين الخيال العلمي و سلسلة الأبطال الخارقين