لطالما أمتعنا المخرج ستيفن سبيلبرغ بأعمال سينمائية ثورية لا مثيل لها، فمنذ القرن الماضي ولايزال هذا المخرج العبقري يُتحفنا بأفلام مدهشة، آخرها كان فيلم Ready Player One الذي يُعتبر من أفضل الإنتاجات التي صدرت هذه السنة. الفيلم كان مدهش من جميع جوانبه الفنية؛ بدءً من القصة الفريدة، مرورا بطاقم التمثيل الذي زاد من روعته وانتهاءً بالجانب البصري المذهل، مع مجموعة من الإشارات السينمائية لأفلام عديدة جعلت منه عملا سينمائيا فريدا من نوعه هذه السنة.
Advertisements
وتدور قصة فيلم Ready Player One حول مراهق يعيش في عالم كئيب ومرير تسوده الفوضى في العام 2045، حيث يقضي معظم الناس أوقاتهم في لعبة واقع افتراضي تشبه مدينة ملاهي سريالية متطورة تكنولوجيا تُسمى بالواحة أو "الأويزس"، وعندما يموت مخترع هذه اللعبة، سيترك لمستعمليها لغز، كل من استطاع فك أحجيته سيحصل على ثروة هائلة وسيتحكم في اللعبة. بطل قصتنا هذا سيعثر على أول المفاتيح الذي سيأخذه في سباق مذهل للعثور على البقية.
.Image: Ready Player One - Courtesy of Warner Bros
إن أهم الأشياء التي جعلت من هذا الفيلم فريد ورائع هو الفكرة التي أتى بها والتي لم نرى مثلها من قبل؛ الإشارة إلى أفلام عديدة وسط الفيلم وإدماج أخرى كعنصر من القصة. فخلال السنين الأخيرة رأينا أفلاما تكسر العديد من القواعد السينمائية، مثل البعد الرابع أو ما يسمى بكسر الجدار الرابع، حيث فجأة تبدأ شخصية الفيلم بالنظر إلى الكاميرا والحديث مع المُشاهد. فيلم Ready Player One لم يكسر أي جدار، لكنه قفز من فوقه وأذهلنا بإشارات لأفلام عديدة أو ما سُمي بالإنجليزية "references of pop culture".
ومن بين الأفلام التي تمت الإشارة إليها بطريقة من الطُّرق، نجد فيلم العملاق الحديدي، فيلم الرجوع إلى المستقبل، القرد الضخم من أفلام King Kong، أفلام غودزيلا، أفلام الديناصورات، فيلم Alien، فيلم Akira والعديد... لكن أفضلها كان هو الإشارة أو الاستعمال المباشر لفيلم الرعب The Shinning لمخرجه ستانلي كوبريك، وكان ذلك الجزء من الفيلم الأروع على الإطلاق. المخرج ستيفن سبيلبرغ أبدع بهذا المنظور السينمائي الجديد.
Advertisements
ثاني أفضل شيء في الفيلم هو جانبه البصري، فمَشاهد السباق والمعارك القتالية زادت من ملحمية الفيلم بشكل أخاذ ومذهل، دون نسيان المؤثرات البصرية التي تعتبر ثورية في هذا الفيلم، حيث أن كل سنة تأتي أفلام بمؤثرات بصرية أفضل من السنة التي قبلها. أما هذه السنة، ففيلم Ready Player One حصل على هذا اللقب بمؤثرات بصرية مذهلة وأقرب من الواقع بشكل كبير.
.Image: Ready Player One - Courtesy of Warner Bros
إن من بين الأمور التي جعلت أيضا من هذا الفيلم ناجح هو الفكرة التي يدور حولها وعلاقتها بالزمن الحالي، حيث تدور حول لعبة واقع معزز افتراضي، ونحن حاليا نعيش البدايات الأولى لمجال ألعاب الفيديو الافتراضية وألعاب الواقع المعزز. وبالتالي، فمن السهل أن يندمج المُشاهد مع الفيلم، خصوصا الشباب والمراهقين حيث يعتبر هذا الفيلم موجه لهم على نحو استثنائي، لكن هذا لا يعني أن بقية الفئات العمرية من المُشاهدين لن يعجبهم، بالعكس، أظن أن الفيلم سيستقبله الغالبية بإيجابية كبيرة، لأنه ببساطة واحد من بين أفضل أفلام هذه السنة، بعد فيلم Annihilation.
.Image: Ready Player One - Courtesy of Warner Bros
موسيقى الفيلم ومؤثراته الصوتية جاءت في سياق القصة بشكل متناسق وبديع وأضافت لمسة رونقية رائعة؛ أداء الممثلين كان هو الآخر ممتع وكانت مهمة ستيفن سبيلبرغ في الموازنة بين أدائهم في العالم الواقعي ولعبة العالم الافتراضي مُحمكة وفي محلها... عمل سينمائي يستحق المشاهدة ويستحق قضاء ساعتين و20 دقيقة في مشاهدته دون الشعور بالملل على الإطلاق.
Advertisements
الفيلم كان ناجحا على مستوى النقاد والمشاهدين، وقد حصد خلال جولته في قاعات السينما، لحد الآن، ما مجموعه 523 مليون دولار، وهو الآن في حدود تقييم 74 في المائة على موقع Rotten Tomatoes، وفي 7,8 على موقع IMDB. وهو من بطولة كل من الشاب تاي شيريدان والشابة أوليفيا كوك في الدور الرئيسي، بالإضافة إلى ممثلين عالميين مثل مارك ريلانس، سايمون بيغ، تي جي ميلر...، وهو مبني على رواية تحمل نفس الإسم للكاتب الأمريكي Ernest Cline صدرت سنة 2011، واعتُبِرت عندها من بين أكثر الروايات مبيعا في أمريكا واستُقبلت بحفاوة كبيرة من طرق القراء والنقاد.