شرح ومراجعة الموسم الأول من مسلسل Dark.. قصة متشابكة تتخطى حدود الزمن!
يدور مسلسل Dark حول قصة غير معتادة متشابكة تربط عدة عائلات بعلاقات وانحرافات خارقة للطبيعة، تجري أحداثها في بلدة ألمانية، حيث يختفي فجأة طفلين صغيرين، ليفضح ويكشف أسرارا خطيرة لعلاقة أربع عائلات فيما بينهم.
هذا المسلسل الألماني، من إنتاج نتفليكس، تخطى حدود المُتوقع وظل يلُفّ في الزمن حتى تركنا غير مصدقين أن كل هذا الإبداع قادم من بلد الدويتشلاند وليس من هوليوود. المسلسل يقع تحت تصنيف الغموض والخيال العلمي، ويناقش موضوع السفر عبر الزمن حيث يبني حبكته الدرامية على حياة أربع عائلات وعلاقتهم فيما بينهم، حبكة درامية تتأرجح على الخط الفاصل بين الخيال والواقع.
نعلم جميعا أن السفر عبر الزمن غير ممكن نظريا وعمليا، لحد الآن، لكن هذا المسلسل استطاع بقصته وطريقة إخراجه أن يجعلك تُعيد التفكير مرة أخرى في الموضوع، من خلال شدة واقعية الإكسسوارات وديكورات المشاهد والمؤثرات البصرية الغير مبالغ فيها والموسيقى التي تحملك من مكانك وتحط بك في أجواء القصة... والعديد من الأمور التي جعلت هذا المسلسل يبدو قريبا إلى الوقع بشكل كبير.
© Netflix |
أهم دعائم هذا المسلسل تكمن في الأداء الاحترافي للمثلين، فمثلا هناك شخصيات تتطلب أكثر من ممثل للواحدة من أجل تغطية ثلاث حقبات زمنية يُناقشها المسلسل، وكل حقبة زمنية يؤديها ممثل معين بشكل مطابق للأخريات من جميع النواحي، بدءً من طريقة التمثيل مرورا بالهيئة الجسدية إلى ملامح الوجه حسب الحقبة الزمنية المعينة، الشيء الذي يُشير إلى أن عملية الكاستينغ أو اختيار الممثلين كانت هائلة جدا خلال مرحلة الإعداد للتصوير؛ فأن تبحث عن ثلاث ممثلين أو ثلاث ممثلات ليؤدوا نفس الشخصية في ثلاث حقب زمنية وبأعمار مختلفة باحترافية كبيرة، فهذا يعني أنك امام إنتاج تلفزي ضخم، بالطبع إنها نتفليكس!
دعنا الآن من هذه المراجعة المملة والتيه فيها، ولنتعمق في قصة المسلسل ونُحدد له بداية ونهاية ونُشرّحه جيدا لكي نفهم ما الذي يجري وأين ومتى... (ما سيأتي قد يحتوي على حرق للأحداث!spoilers ahead)
في بلدة اسمها "وندن Winden" بألمانيا، تُوجد مغارة أو كهف عميق جدا، داخلها يوجد ثُقب أو فجوة مُتصلة بثلاث بوابات زمنية، الأولى تؤدي إلى سنة 1953، الثانية إلى سنة 1986 والثالثة إلى سنة 2019. أي شخص يدخل إلى الفجوة في تلك المغارة يمكنه أن يسقط في أي زمن من الزمنيين على حسب البوابة التي اختارها عندما كان في المغارة. فمثلا الطفل "ميكيل" في بداية المسلسل كان ينتمي للزمن 2019، وعندما دخل للمغارة، اختار الجهة التي تُوجد فيها بوابة الزمن 1986.
© Netflix |
هنا بالظبط بدأت الأحداث، عندما اختفى الطفل "ميكيل Mikkel" في الغابة في سنة 2019، بطريقة ما دخل ميكيل إلى تلك المغارة فوجد نفسه في العام 1986، ليُصادف الممرضة "اينيس كانولد Ines Kahnwald"، حيث قامت بتبنيه وتربيته ثم غيرت اسمه لـ "مايكل كانولد Michael Kahnwald".
بعدها كبر مايكل وتزوج "هانا كروغر Hannah Kruger" وأنجبا طفلا اسمه "جوناس Jonas"، ثم عندما استوعب مايكل أنه أتى فعلا من المستقبل وأنه لا يستطيع الخروج من الحلقة المفرغة التي ستعيش فيها عائلته مرارا وتكرارا إلى ما لا نهاية وأنّ لا أمل له للعودة إلى زمنه والرجوع لوالديه وعائلته، لم يستطيع التحمل فقام بالانتحار. هنا سيشرع والده "أولريش نيلسن Ulrich Nielsen" بالبحث عنه فيعثر على تلك المغارة بالصدفة التي سافر عبرها ابنه، لكنه لم يسافر إلى نفس الزمن 1986، بل بشكل مُقدر سافر عبر بوابة الزمن لعام 1953.
المسلسل لا يُناقش موضوع السفر عبر الزمن في فكرته الفنية التطبيقية فقط، بل يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يقول أن أي شخص عندما يدخل لتلك المغارة ويصل إلى منطقة البوابات الزمنية الثلاث، يكون له عندها ثلاث اختيارات للاستمرار، إما أن يأخذ جهة بوابة الزمن لسنة 1986، أو بوابة الزمن لسنة 1953، أو يمكنه الرجوع من حيث أتى، أي الرجوع إلى زمنه، أي بوابة الزمن لسنة 2019.
يقول نوح Noah (أحد شخصيات المسلسل): عندما يكون أي شخص عند مكان التقاء البوابات الثلاث، ثم بعدها يختار بوابة معينة (مثلما فعل Ulrich)، هذا الاختيار الذي قام به هو مُقدر من قبل، أو مُختار منذ الأزل. بمعنى آخر، عندما يُقرر شخص ما السفر من سنة 2019 إلى سنة 1953، فأفعاله التي يقوم بها قد أثرت مُسبقا على سنة 2019 حتى قبل أن يبدأ الرحلة، ومن المستحيل أن يتم تغيير الأمر. يُصبح الأمر كالقضاء والقدر، أو بمعنى آخر يُصبح مثل الحلقة المفرغة التي لا تحتوي على بداية ولا نهاية، لا نعلم متى بدأت ولا متى تنتهي، وهذه القضية الشائكة تُذكرنا بفيلم Predestination، الذي ينبني على نفس الفكرة (وقد قمنا بشرح فيه هذا الأمر بشكل جيد وأكثر ضوحا).
لماذا شخصية نوح Noah تقوم باختطاف الأطفال؟
على الرغم من أن المسلسل لا يشرح هذا الأمر جيدا، إلا أنه إذا شاهدته مرة ثانية ستفهم أنه يقوم باختطافهم من أجل القيام بتجارب عليهم حول إمكانية السفر عبر الزمن دون الاعتماد على تلك المغارة، حيث قام باختطاف أطفال من سنة 1953, 1986 و2019. ولذلك فإن تفسير ذلك الفتى الذي وجدوا جثته في سنة 2019 في الغابة ولاحظوا أن ملابسه وحاجياته لا تنتمي لزمنهم، بمعنى أن نوح كان يقوم بالتجربة عليه، فانتهى به الأمر في سنة 2019.
© Netflix |
إذا فهمت الأحداث جيدا ونظرت إلى القصة من الأعلى، ستجد أنها عبارة عن حلقة مفرغة، لا بداية لها ولا نهاية، وستبقى تُعيد نفسها كل 33 سنة، وبعض شخصياته يعلمون هذا، أنه لا جدوى من محاولة السفر إلى الماضي أو المستقبل من أجل تغيير مسار هذه الحلقة والخروج منها. وكما أشار إلى ذلك صاحب محل صانع الساعات "H.G. Tannhaus" أنه نظريا لا يمكننا القيام بذلك، لكنه أضاف: يمكننا المحاولة. وهذا ما رأيناه تفعله كل من كلاوديا (الشخصية الكبيرة) وجوناس ( الشخصية الراشدة) وكذلك نفس الأمر ما يحاول فعله نوح.
مع ذلك، في نهاية المسلسل قد يكون الأمر قد تغير، حيث رأينا الفتى "جوناس Jonas" انتقل إلى زمن آخر غير الأزمنة الثلات، وكما شاهدنا في ذلك المشهد الأخير يبدو أنه انتقل إلى المستقبل، إلى زمن رابع، وهذا الزمن سيكون سنة 2052 لأن حسب ضوابط السفر عبر تلك البوابات في المغارة لا يمكنك السفر بيوم أو أسبوع أو سنة أو سنتين، يمكنك السفر فقط بـ 33 سنة إلى المستقبل أو الماضي. لكن لا يمكننا الجزم لحد الآن حتى يصدر الموسم الثاني ونعرف إلى أين ستُكمل الأحداث وكيف سيتم مناقشة المفهوم.
© Netflix |
أرأيت كيف أن هذه العائلات الأربعة عندما تورطت في هذه المغارة التي تؤدي إلى السفر عبر الزمن، وبالتالي خلط أعضائها لدرجة أصبح بعضهم يُلاقي نفسه أو يجد نفسه في علاقة مع عمته... وكيف أصبحت في حلقة مفرغة لا نعرف متى بدأت ومتى ستنتهي؟
لكن هذا لا يعني أن المسلسل رائع ومثالي، فإن أمعنت التفكير جيدا ستجده يرتكز على مفهوم أصلا هو متناقض مع نفسه، مفهوم السفر عبر الزمن، مثل العديد من الأفلام التي تدور حول هذا المفهوم (شاهد مثلا: فيلم Triangle أو Timecrimes أو Predestination...)، ستجدها جد معقدة وصعبة الفهم، لكنها في الأخير تبقى ناقصة وغير منطقية! ما يمكننا أن نفعله الآن، هو انتظار الموسم الثاني ونرى كيف سيأخذون بالقصة إلى الأمام، هل ستبقى هذه العائلات في نفس الحلقة اللامنتهية أم سيتم كسرها بمفهوم جديد وتنطلق الأحداث في اتجاه آخر مغاير ومثير.
أنظر أيضاً: أفضل 10 مسلسلات في التاريخ.. أفضل ما قُدِّم في عالم الشاشة الصغيرة
ابسط طريقة لمحاولة فهم القصة و الحداث هي العبارة التي تكررت في كثير من الحلفات : البداية هي النهاية .
يعني كل شيئ محتم و مثلما ذكرتم في المقال قبل ان يسافر أولريتش الى الماضي أفعاله التي سيقوم بها في الماضي قد حصلت فعلا ،، ربما يكون كلامي لا معنى له لكن هذا هو فحوى كلام القس نوح و عبارة البداية هي النهاية و كذلك تلك الرسمة أو الشعار
فقط كملاحظة الطفل الذي وجد في عام 2019 بملابس قديمة هو أخ أولريتش الذي اختفى في عام 1986 لانه يبدو ان كاتب المقال لا يعرف الشخصيات جيدا
صاحب المقال مو غلطان ويعرف الشخصيات كويس، اول طفل وجد ماكان اخو اولريش كان مجهول وأخو اولريش تنتقل جثتو ببوابة زمنيه لعام ٢٠١٩ باخر حلقه
أكيد أن كل من شاهد الموسم الاول ينتظر و بكل شوق النسخة الثانية من هذا المسلسل من أجل فهم و استيعاب ذلك الغموض و الترابط اللامفهوم بين كل الشخصيات و الأزمنة ..لكن للاسف لا أنصح المشاهد أن ينتظر الأجابة عن كل التساؤلات و لا أظن ان الموسم القادم كفيل بان يجيبنا و يكشف لنا هذه الحيرة التي يحتويها الزمن بكل جوانبه الماضي الحاضر و المستقبل لانه و بكل بساطة لكي نفهم البداية علينا ادراك النهاية و لكن للاسف ليس تمة نهاية للزمن لان الزمن مجرد وهم ليس له بداية و لا نهاية او بالأحرى لا زلنا لاندرك الفارق بين الماضي و المستقبل و ما نملكه فقط هو الحاضر الذي بأيدينا ..المدينة هي فقط اسقاط و تصوير مصغر لهذا العالم الذي نعيش فيه اما الشخصيات فهي نحن بكل ما نحمله من تراكمات للزمن و المشاكل العائلية التي لا يمكن لاي شخص ان يسلم منها اما نوح فهو ذلك التساؤل الذي استمر مع الانسان منذ نشأته من اين جئت ماذا افعل و الى اين اذهب
نوح زمنه ايه
اتوقع نوح زمنه المستقبل ، اتوقع انه نفس شخصيه بارتوش بس انه كبير عشان جاي من المستقبل لانه اخذه بالسيارة وحكالو اللي حيحصل اول مرة ، وأخذه مرة ثانيه وقالو شفت صار اللي قلتلك عليه نفسه والحين لازم تساعدني
اتوقع انه نوح هو نفسه بارتوش بس انه جاي من المستقبل